اليوان الصيني يغلق عند أعلى مستوى له منذ ۱٦ شهرًا بفضل تزايد الآمال في التحفيز

عوض اليوان الصيني جميع خسائره التي تكبدها خلال تعاملات اليوم الخميس ليغلق قرب أعلى مستوى في ۱٦ شهرا مقابل الدولار، مدعوما بتزايد توقعات السوق بأن سياسة التيسير النقدي التي ينتهجها مجلس الاحتياطي الاتحادي (البنك المركزي الأمريكي) تتيح لبكين حرية التصرف في سياستها النقدية.

وأنهى اليوان جلسة التداول المحلية عند ۷.۰٦٦۰ للدولار بحلول الساعة ۰۸۳۰ بتوقيت جرينتش، وهو أقوى إغلاق منذ ۲٦ مايو ۲۰۲۳.

بدأ بنك الاحتياطي الفيدرالي دورة التيسير يوم الأربعاء بخفض أكبر من المعتاد بمقدار نصف نقطة مئوية قال رئيسه جيروم باول إنه يهدف إلى إظهار التزام صناع السياسات بالحفاظ على معدل بطالة منخفض الآن بعد تراجع التضخم.

وأظهر استطلاع أجرته رويترز أنه من المتوقع على نطاق واسع أن تخفض الصين سياستها الرئيسية وأسعار الفائدة القياسية على الإقراض يوم الجمعة.

وقال محللون في باركليز في مذكرة: "على الرغم من التخفيض الأكبر من المتوقع لأسعار الفائدة بمقدار ٥۰ نقطة أساس، فإننا نتمسك بدعوتنا السابقة لخفض أسعار الفائدة لبنك الشعب الصيني (PBOC) في الربع الرابع من عام ۲٤ وفي الربع الأول والربع الثاني من عام ۲٥". في إشارة إلى ثلاثة تخفيضات بمقدار ۱۰ نقاط أساس لتكاليف الاقتراض القصير والمتوسط ​​الأجل لبنك الشعب الصيني ومعيار الإقراض لمدة عام واحد.

"من حيث التوقيت، تتوقع توقعاتنا الأساسية أن يقوم بنك الشعب الصيني بخفض أسعار الفائدة في أكتوبر بعد إصدار بيانات الناتج المحلي الإجمالي للربع الثالث، على الرغم من أننا لا نستطيع استبعاد خفض سعر الفائدة هذا الأسبوع."

قبل افتتاح السوق، حدد بنك الشعب الصيني (PBOC) سعر النقطة المتوسطة، والذي يُسمح حوله بتداول اليوان في نطاق %۲، عند ۷.۰۹۸۳ للدولار، أي أضعف بمقدار ٥۹ نقطة من تقديرات رويترز البالغة ۷.۰۹۲٤.

قال تجار العملة إنهم تلقوا استفسارات متزايدة من عملائهم المصدرين لتسوية إيصالاتهم من النقد الأجنبي، كما أن مثل هذه التحويلات إلى العملة الصينية دعمت الوحدة المحلية أيضًا.

وفاجأت البيانات الاقتصادية لشهر أغسطس، بما في ذلك مؤشرات الإقراض الائتماني والنشاط، بالهبوط في ثاني أكبر اقتصاد في العالم. دفع تعثر النشاط الاقتصادي الصيني شركات الوساطة العالمية إلى تقليص توقعاتها للنمو في الصين لعام ۲۰۲٤ إلى أقل من الهدف الرسمي للحكومة البالغ حوالي %٥.

وذكرت وسائل إعلام رسمية أن الرئيس شي جين بينغ حث السلطات الأسبوع الماضي على السعي لتحقيق أهداف التنمية الاقتصادية والاجتماعية السنوية للبلاد، وسط توقعات بأن هناك حاجة إلى مزيد من الخطوات لتعزيز الانتعاش الاقتصادي المتعثر في الصين.

وكانت التوقعات قد انجرفت نحو نتيجة متشائمة في الأيام التي سبقت قرار بنك الاحتياطي الفيدرالي يوم الأربعاء، مع تسعير أسواق المال بفرصة تبلغ حوالي ٦٥ في المائة لخفض بمقدار ٥۰ نقطة أساس. ويميل الاقتصاديون الذين استطلعت رويترز آراءهم إلى خفض بمقدار ۲٥ نقطة أساس.

انخفض الدولار الأمريكي يوم الخميس (۱۹ سبتمبر) بعد أن خفض بنك الاحتياطي الفيدرالي سعر الفائدة بمقدار ٥۰ نقطة أساس وقام بمراجعة توقعات سياسة الدولار النقدية, مع تفوق الجنيه الاسترليني والدولار الأسترالي والكرونة النرويجية على نظرائهم.

وقال ليفتيريس فارماكيس، استراتيجي الفوركس في بنك باركليز: "كان قرار بنك الاحتياطي الفيدرالي متشائمًا للغاية، وهو ما يبشر بالخير مع انتعاش المخاطر ومزيد من ضعف الدولار على المدى القريب".