ارتفاع أسواق الأسهم العالمية بعد تعليق ترامب للرسوم | تحليل

بعد أن أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تعليق فرض رسوم جمركية أعلى على معظم الدول لمدة 90 يومًا، ارتفعت أسواق الأسهم الأمريكية بقوة خلال الليل، حيث شهدت وول ستريت أكبر موجة شراء منذ عام 2008، مما دفع أسواق الأسهم الآسيوية إلى تسجيل انتعاش كبير.

في جلسة التداول الآسيوية يوم الخميس، واصلت المؤشرات الرئيسية الثلاثة للأسهم الصينية (A share) الارتفاع، حيث قفز مؤشر شنتشن المركب بنسبة تزيد عن 3%، وارتفع مؤشر تشوانغيبان (ChiNext) بنسبة 4%، بينما صعد مؤشر شنغهاي بنسبة 1.28%، مع ارتفاع أكثر من 5000 سهم في السوق. في هونغ كونغ، افتتحت الأسواق على ارتفاع قوي، حيث قفز مؤشر هانغ سنغ للتكنولوجيا بنسبة 6%، وارتفع مؤشر هانغ سنغ بنسبة 4%، مع انتعاش أسهم التكنولوجيا وتألق أسهم شركات مفهوم آبل.

اندفعت أسواق الأسهم في اليابان وكوريا الجنوبية إلى الارتفاع في الجلسة الصباحية، حيث قفز مؤشر نيكي 225 الياباني بنسبة 9% خلال اليوم، بينما ارتفع مؤشر كوسبي الكوري الجنوبي بنسبة 5%، وصعد مؤشر كوسداك للأسهم الصغيرة بنسبة 4.61%. في أستراليا، ارتفع مؤشر S&P/ASX 200 بنسبة تزيد عن 6% خلال الجلسة، ثم تراجع قليلاً.

لم تقتصر الارتفاعات على آسيا، فقد شهدت الأسواق الأوروبية أيضًا أداءً قويًا، حيث صعدت العقود الآجلة لمؤشر STOXX 50 الأوروبي بنسبة 9.25%، وقفزت العقود الآجلة لمؤشر DAX الألماني بنسبة 8.95%، وارتفعت العقود الآجلة لمؤشر FTSE 100 البريطاني بنسبة 6.01%.

هدأت موجة البيع الهائلة لسندات الخزانة الأمريكية، التي شهدتها الأسواق مؤخرًا، بعد تحول موقف ترامب وعرض مزاد السندات الأمريكية طلبًا دوليًا قويًا، حيث استقر عائد السندات لأجل 10 سنوات حول مستوى 4.3%. في الوقت نفسه، افتتحت أسعار الذهب الفوري على ارتفاع قوي، متجاوزة حاجز 3100 دولار.

بعد أسبوع من الاضطرابات في الأسواق العالمية، قدم ترامب تنازلاً مفاجئًا، حيث كانت الأسواق قد خسرت تريليونات الدولارات، وتعرضت السندات الأمريكية لموجة بيع كبيرة، وهبطت أسعار النفط إلى مستويات أزمة كوفيد-19.

في وقت سابق، كتب ترامب في منشور: "بناءً على دعوات من أكثر من 75 دولة... للبحث عن حلول عبر التفاوض... وبعد أن لم تقم هذه الدول بأي شكل من أشكال الانتقام ضد الولايات المتحدة بناءً على نصيحتي القوية، فقد أذنت بتعليق لمدة 90 يومًا، مع خفض كبير للرسوم الجمركية المتبادلة على الدول الأخرى إلى 10%، ويدخل هذا القرار حيز التنفيذ فورًا".

ارتفعت أسهم الشركات التي تعرضت لضربات قوية مؤخرًا يوم الأربعاء بشكل ملحوظ، حيث قفزت أسهم آبل وإنفيديا ومايكروسوفت وأمازون وميتا وتسلا بنسبة 10% على الأقل بعد إعلان ترامب.

كانت مصارف وول ستريت قد حذرت من أن فرض الرسوم سيؤدي إلى ركود اقتصادي في الولايات المتحدة، مع تفاقم التضخم والبطالة.

قبل ساعات من إعلان ترامب المفاجئ يوم الأربعاء، توقع بنك غولدمان ساكس أن تؤدي حرب ترامب التجارية إلى ركود اقتصادي أمريكي، لكن بعد ساعتين فقط، سحب البنك تلك التوقعات.

ومع ذلك، سيكون من المثير للاهتمام مدى تصديق المستثمرين لادعاء الحكومة بأن تخفيف بعض الرسوم هو جزء من "خطة عظيمة".

قال وزير الخزانة الأمريكي بيسينت في البيت الأبيض: "كان يحتاج إلى شجاعة كبيرة للصمود حتى هذه اللحظة، وكانت هذه دائمًا استراتيجيته".

حذر بعض المستثمرين والاقتصاديين من أن الرسوم المتبقية، بما في ذلك فرض رسوم موحدة بنسبة 10% على معظم الواردات العالمية، ستظل تشكل ضغطًا على النمو الاقتصادي وترفع الأسعار.

قالت مجموعة سيتي غروب: "تعليق الرسوم المتبادلة لا يعني أن الاقتصاد الأمريكي تجنب تباطؤ النمو وارتفاع التضخم. ستستمر حالة عدم اليقين التجاري".

يعني تنازل ترامب أن الولايات المتحدة وشركاءها التجاريين الرئيسيين سيخوضون على الأرجح جولات تفاوض تجارية متعددة في الأسابيع المقبلة لمحاولة حل التوترات التجارية، وقد يكون تحقيق مكاسب في هذه المفاوضات هو الهدف الأساسي لترامب.

عند النظر في الأسهم والمؤشرات والفوركس (العملات الأجنبية) والسلع للتداول والتنبؤ بالأسعار، تذكر أن تداول عقود الفروقات (CFDs) ينطوي على درجة كبيرة من المخاطر وقد يؤدي إلى خسارة رأس المال. الأداء السابق لا يشير إلى النتائج المستقبلية. هذه المعلومات مقدمة لأغراض إعلامية فقط ولا ينبغي اعتبارها نصيحة استثمارية.