الجمعة Apr 11 2025 07:57
1 دقيقة
تشير دراسة حديثة أصدرها مجلس الذهب العالمي إلى أن المخاوف المتزايدة من تباطؤ النمو الاقتصادي الأمريكي مع ارتفاع معدلات التضخم - أو ما يُعرف بالتضخم الراكد - تدفع المستثمرين بقوة نحو سوق الذهب. يأتي هذا التحول في وقت يشهد فيه الذهب تدفقات مالية قوية إلى صناديق الاستثمار المتداولة في البورصة (ETFs) منذ بداية العام، مع تسجيل نمو ملحوظ في جميع المناطق الرئيسية خلال شهر مارس.
وفقًا لتقرير مجلس الذهب العالمي، شكلت صناديق الذهب المتداولة في أمريكا الشمالية النصيب الأكبر من التدفقات العالمية بنسبة 61%، تلتها أوروبا بنسبة 22%، بينما ساهمت آسيا بنحو 16% من إجمالي الاستثمارات في هذه الصناديق خلال مارس. ويبرز هذا الارتفاع في أوروبا بشكل خاص، حيث كانت المنطقة متخلفة عن غيرها في الأشهر السابقة، لكنها بدأت الآن في استعادة زخمها.
سجلت صناديق الذهب المتداولة عالميًا تدفقات بقيمة 86 مليار دولار في مارس، أي ما يعادل 92 طنًا من الذهب. وعلى مدار الربع الأول من العام، بلغت التدفقات 226 طنًا بقيمة 210 مليارات دولار، وهو ثاني أعلى مستوى ربع سنوي في التاريخ من حيث القيمة الدولارية، بعد الربع الثاني من عام 2020. وفي أمريكا الشمالية، زادت حيازات صناديق الذهب بمقدار 67.4 طنًا، مدفوعة بعوامل مثل زخم السوق القوي، الاضطرابات الاقتصادية، وعدم اليقين الجيوسياسي.
في أوروبا، شهدت صناديق الذهب تدفقات بلغت 13.7 طنًا، مع زيادات ملحوظة في المملكة المتحدة وسويسرا وألمانيا. ويعزو المحللون هذا الارتفاع إلى عوامل متعددة، منها توقعات النمو الاقتصادي الضعيف في ظل مخاوف من الرسوم الجمركية الأمريكية، إلى جانب تراجع أداء الأسواق المالية وارتفاع أسعار الذهب. في المملكة المتحدة، لم يغير بنك إنجلترا أسعار الفائدة في مارس، لكن التوقعات الاقتصادية المتشائمة عززت الطلب على الذهب. وفي ألمانيا، على الرغم من ارتفاع عوائد السندات الحكومية لأجل 10 سنوات، إلا أن توقعات التيسير النقدي من البنك المركزي الأوروبي ومخاطر التعريفات الأمريكية شجعت المستثمرين على زيادة استثماراتهم في الذهب.
في آسيا، بلغت تدفقات الذهب إلى الصناديق المتداولة 9.5 طنًا، مع قيادة الصين واليابان لهذا الطلب. يعكس هذا الارتفاع الأداء القوي لأسعار الذهب مقارنة بالأصول الأخرى، إلى جانب تصاعد المخاطر المرتبطة بسياسات التجارة العالمية.
على الرغم من التحذيرات من أن ارتفاع أسعار الذهب قد يصبح غير مستدام، يؤكد مجلس الذهب العالمي أن السوق لا يزال مدعومًا بزخم قوي. ويوضح المحللون أن الظروف الاقتصادية الحالية تختلف كثيرًا عن الفترات التي شهدت ذروة سابقة للذهب، مشيرين إلى أن عدم اليقين السياسي الحالي قد يعزز من رغبة المستثمرين في الاحتفاظ بالذهب. وبالمقارنة مع ارتفاعات عامي 2011 و2020، تبدو الأسس الحالية أكثر متانة، مما يدعم استمرار الطلب على هذا الأصل الآمن.
يظل الذهب خيارًا مفضلاً وسط تقلبات الأسواق المالية ومخاوف التضخم الراكد. مع استمرار تدفقات الاستثمار إلى صناديق الذهب المتداولة عالميًا، يبرز المعدن الأصفر كملاذ آمن يجذب المستثمرين من مختلف أنحاء العالم، مدعومًا بعوامل اقتصادية وجيوسياسية معقدة.
عند النظر في الأسهم والمؤشرات والفوركس (العملات الأجنبية) والسلع للتداول والتنبؤ بالأسعار، تذكر أن تداول العقود مقابل الفروقات ينطوي على مخاطر كبيرة وقد يؤدي إلى خسارة رأس المال.
الأداء السابق لا يشير إلى أي نتائج مستقبلية. هذه المعلومات مقدمة لأغراض إعلامية فقط ولا يجب اعتبارها نصيحة استثمارية.