في ظل التوترات الناجمة عن خطط التعريفات الجمركية غير المؤكدة للرئيس الأمريكي دونالد ترامب، ومع استمرار ضعف الدولار، شهدت أسعار الذهب يوم الأربعاء اختراقًا متتاليًا لمستويات 3260 و3270 و3280 و3290 و3300 دولار للأونصة، مسجلة بذلك أعلى مستوى تاريخي جديد.

يُعتبر الذهب ملاذًا آمنًا في أوقات عدم اليقين السياسي والمالي، وقد ارتفعت أسعاره في عام 2025 بنسبة تزيد عن 25%، مع تسجيل مستويات قياسية متكررة.

العوامل الدافعة لارتفاع الذهب

  1. سياسات ترامب الجمركية:
    وفقًا لمستندات نشرتها الجريدة الفيدرالية يوم الإثنين، تعكف الحكومة الأمريكية على دراسة فرض تعريفات جمركية على واردات الأدوية والأشباه الموصلات. وأعلن ترامب يوم الأحد أنه سيحدد معدلات التعريفات على الأشباه الموصلات خلال الأسبوع المقبل، مما زاد من قلق المستثمرين ودفع الطلب على الأصول الآمنة مثل الذهب.
  2. ضعف الدولار:
    اقترب سعر صرف الدولار مقابل سلة من العملات من أدنى مستوى له في ثلاث سنوات، مما جعل الذهب أكثر جاذبية للمستثمرين الذين يحملون عملات أخرى. وأشار تقرير لبنك كومرتسبانك الألماني إلى أن "ضعف الدولار المستمر يعكس تراجع مكانته كأصل آمن، مما يجعل الذهب بديلاً مفضلاً للعديد من المستثمرين".
  3. توقعات السياسة النقدية للفيدرالي:
    يتوقع المستثمرون أن يبقي الاحتياطي الفيدرالي أسعار الفائدة دون تغيير في يناير، مع استئناف خفض الفائدة في يونيو بنحو 100 نقطة أساس خلال العام. يترقب السوق كلمة رئيس الفيدرالي جيروم باول المقررة يوم الخميس للحصول على مزيد من الإشارات حول مسار الفائدة. انخفاض أسعار الفائدة يقلل من تكلفة الفرصة البديلة للاستثمار في الذهب، وهو أصل غير مدر للفائدة، مما يعزز جاذبيته.

توقعات المحللين: الذهب في طريقه إلى آفاق جديدة

أصدرت مؤسسات مالية كبرى مثل جولدمان ساكس ويو بي إس تقارير متفائلة بشأن الذهب، مستندة إلى الطلب القوي من البنوك المركزية، ودور الذهب كأداة تحوط ضد الركود الاقتصادي والمخاطر الجيوسياسية.

  • جولدمان ساكس: يتوقع المحللون، بقيادة لينا توماس، أن تصل أسعار الذهب إلى 3700 دولار للأونصة بحلول نهاية 2025، وإلى 4000 دولار بحلول منتصف 2026. وأشاروا إلى أن مخاطر الركود الاقتصادي، التي يُقدَّر احتمالها بنسبة 45%، قد تدفع تدفقات رأس المال إلى صناديق الذهب المتداولة في البورصة، مما قد يرفع الأسعار إلى 3880 دولارًا بحلول نهاية العام.
  • يو بي إس: توقع المحلل جوني تيفيس أن يصل سعر الذهب إلى 3500 دولار بحلول ديسمبر 2025، مدعومًا بتغيرات في التجارة العالمية والتوترات الجيوسياسية التي تعزز الحاجة إلى الأصول الآمنة.
  • بنك أوف أمريكا: حدد هدفًا للذهب عند 3500 دولار، مشيرًا إلى الإجماع المتزايد على صعود الأسعار.

طلب البنوك المركزية وتدفقات الاستثمار

تشير تقارير إلى أن مشتريات البنوك المركزية من الذهب قد تصل إلى 80 طنًا شهريًا في 2025، متجاوزة التقديرات السابقة البالغة 70 طنًا. كما سجلت صناديق الذهب المتداولة تدفقات قوية، تعكس اهتمام المستثمرين المتزايد بالتحوط ضد انخفاض أسعار الأصول الخطرة.

وأوضحت تيفيس من يو بي إس أن حصة الذهب في محافظ الاستثمار قد ترتفع إلى مستويات لم تُشاهد منذ عام 2020، مع وجود مجال لزيادة إضافية دون الوصول إلى ذروة التخصيص في 2012-2013. وأضافت أن محدودية إمدادات الذهب من المناجم، إلى جانب احتفاظ البنوك المركزية وصناديق الاستثمار بحصص كبيرة، قد يؤدي إلى تضخيم تقلبات الأسعار.

الخلاصة

تدفع التوترات الناجمة عن سياسات ترامب الجمركية، إلى جانب ضsعف الدولار وتوقعات خفض الفائدة، أسعار الذهب إلى مستويات غير مسبوقة. مع استمرار الطلب القوي من البنوك المركزية وزيادة تدفقات صناديق الاستثمار، يبدو أن الذهب في طريقه لتحقيق المزيد من المكاسب في 2025، مدعومًا بدوره كملاذ آمن في ظل التحديات الاقتصادية والجيوسياسية.


عند النظر في الأسهم والمؤشرات والفوركس (العملات الأجنبية) والسلع للتداول والتنبؤ بالأسعار، تذكر أن تداول العقود مقابل الفروقات ينطوي على مخاطر كبيرة وقد يؤدي إلى خسارة رأس المال.
الأداء السابق لا يشير إلى أي نتائج مستقبلية. هذه المعلومات مقدمة لأغراض إعلامية فقط ولا يجب اعتبارها نصيحة استثمارية.

آخر الأخبار

الخميس, 24 نَيْسَان 2025

Indices

الأسهم الرائجة للمتابعة: AMD، Alphabet، NVIDIA، Amazon، وMicrosoft تقود القطاعات التقنية

الخميس, 24 نَيْسَان 2025

Indices

مؤشر هانغ سنغ يتعافى بدعم نمو اقتصادي قوي في الصين

الأربعاء, 23 نَيْسَان 2025

Indices

بيتكوين تستعيد قوتها: ارتفاع الأسعار وتحليل ديناميكيات التعدين بعد التنصيف

الأربعاء, 23 نَيْسَان 2025

Indices

تراجع يورو/ين مع تصاعد التوترات التجارية وارتفاع الطلب على الين الياباني