ارتفاع أسعار الذهب والفضة وسط حالة عدم اليقين الجيوسياسي وسياسة الاحتياطي الفيدرالي

ارتفاع الذهب والفضة وسط حالة عدم اليقين الجيوسياسي وقرارات الاحتياطي الفيدرالي

شهدت أسعار الذهب والفضة ارتفاعًا ملحوظًا، حيث وصل الذهب إلى مستويات قريبة من أعلى مستوياته التاريخية عند 3480 دولارًا، بينما تجاوزت الفضة 40 دولارًا للأوقية، وهو مستوى لم تشهده منذ عام 2011. ويعزى هذا الارتفاع إلى عدة عوامل رئيسية.

التوترات الجيوسياسية المتزايدة: تسببت التوترات الجيوسياسية المستمرة في زيادة الطلب على الأصول الآمنة، مثل الذهب والفضة، حيث يسعى المستثمرون إلى حماية رؤوس أموالهم في ظل هذه الظروف غير المستقرة.

مخاوف بشأن استقلالية الاحتياطي الفيدرالي: أثارت انتقادات الرئيس ترامب المتكررة للاحتياطي الفيدرالي مخاوف بشأن استقلالية البنك المركزي. يمكن أن يؤدي تآكل الثقة في الاحتياطي الفيدرالي إلى زيادة الإقبال على الذهب كملاذ آمن.

الطعن في التعريفات الجمركية: قضت محكمة استئناف فيدرالية بأن تعريفات ترامب العالمية تم فرضها بشكل غير قانوني بموجب قانون حالة الطوارئ. على الرغم من أن المحكمة سمحت بالإبقاء على التعريفات مؤقتًا، إلا أن هذا القرار يضيف إلى حالة عدم اليقين الاقتصادي.

ديناميكيات سوق المعادن الثمينة

الذهب: على الرغم من أن أسعار الذهب تراجعت بعد أن خفف ترامب بعض مقترحاته التجارية الأكثر جذرية، إلا أن التدفقات المستمرة إلى صناديق الاستثمار المتداولة (ETFs) ساعدت في دعم المعدن على المدى الطويل. ويعتبر الذهب مخزناً قيماً في ظل تراجع قوة العملة.

الفضة: بالإضافة إلى قيمتها كملاذ آمن، تستفيد الفضة من استخداماتها الصناعية في تقنيات الطاقة النظيفة، مثل الألواح الشمسية. ويتوقع أن يشهد السوق نقصًا في المعروض للعام الخامس على التوالي، وفقًا لجمعية الفضة.

النحاس: ارتفعت أسعار النحاس أيضًا، وتقترب من مستوى 10000 دولار للطن. على الرغم من توقعات البعض بانخفاض الأسعار بعد عدم فرض ترامب تعريفات على النحاس، إلا أن النحاس أظهر مرونة.

التركيز على البيانات الاقتصادية

يترقب المستثمرون هذا الأسبوع تقريرًا رئيسيًا عن الوظائف. ويتوقع الاقتصاديون إضافة 75000 وظيفة في أغسطس، مع ارتفاع طفيف في معدل البطالة إلى 4.3%، مما يشير إلى ضعف سوق العمل.

بيانات التضخم: أظهرت البيانات الأخيرة أن التضخم لا يزال مستمرًا، حيث ارتفع مؤشر أسعار نفقات الاستهلاك الشخصي (PCE) بنسبة 0.2% على أساس شهري و 2.6% على أساس سنوي.

توقعات أسعار الفائدة

أشار رئيس بنك الاحتياطي الفيدرالي في سان فرانسيسكو، ماري دالي، إلى أن صناع السياسات قد يكونون على استعداد لخفض أسعار الفائدة قريبًا، مضيفًا أن التضخم الناجم عن التعريفات قد يكون مؤقتًا. ويتوقع المتداولون احتمالية كبيرة لخفض أسعار الفائدة في سبتمبر.

أداة FedWatch: تحدد أداة "FedWatch" التابعة لبورصة شيكاغو التجارية حاليًا احتمالية بنسبة 87% لخفض الاحتياطي الفيدرالي لأسعار الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس في وقت لاحق من هذا الشهر.

تأثير التعريفات

أشار الممثل التجاري الأمريكي روبرت لايت هايزر إلى أن إدارة ترامب تواصل التفاوض مع الشركاء التجاريين على الرغم من قرار المحكمة بشأن التعريفات.

تحليل السوق: أوضح المحلل في City Index، مات سيمبسون، أن تصريحات دالي المتساهلة ساعدت المتداولين على تجاهل بيانات مؤشر أسعار نفقات الاستهلاك الشخصي الأساسية المرتفعة وفتحت الباب أمام خفض أسعار الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس هذا الشهر. كما أدى قرار المحكمة بشأن التعريفات إلى إضعاف الدولار ورفع أسعار الذهب.