الثلاثاء Aug 19 2025 00:00
0 دقيقة
نشر بيتر نافارو، المستشار التجاري والتصنيعي السابق في البيت الأبيض، مقالاً لاذعاً في صحيفة فايننشال تايمز، ينتقد فيه بشدة سياسات الهند التجارية وعلاقاتها مع روسيا. اتهم نافارو الهند بالاستفادة من شراء النفط الروسي بأسعار مخفضة، وبالتالي تمويل المجهود الحربي الروسي في أوكرانيا.
يزعم نافارو أن الهند تستخدم عائدات صادراتها إلى الولايات المتحدة لشراء النفط الروسي الرخيص، ثم تقوم بتكريره وإعادة بيعه إلى دول أخرى، مما يسمح لروسيا بالحصول على العملة الصعبة وتمويل حربها في أوكرانيا. ويشير إلى أن هذا الوضع يجبر دافعي الضرائب الأمريكيين والأوروبيين على إنفاق مليارات الدولارات الإضافية لمساعدة أوكرانيا.
يشير نافارو أيضًا إلى أن الهند تفرض رسومًا جمركية عالية وحواجز تجارية أخرى، مما يضر بالشركات والعمال الأمريكيين. ويؤدي ذلك إلى عجز تجاري كبير بين الولايات المتحدة والهند، حيث تستخدم الهند هذه الدولارات لشراء النفط الروسي.
قبل الحرب في أوكرانيا، كانت واردات الهند من النفط الروسي ضئيلة للغاية. ولكن منذ ذلك الحين، ارتفعت بشكل كبير، لتشكل أكثر من 30% من إجمالي واردات الهند من النفط. يجادل نافارو بأن هذا الارتفاع ليس مدفوعًا بالطلب المحلي، بل بالرغبة في تحقيق الربح من خلال تكرير النفط الروسي الرخيص وإعادة تصديره.
أصبحت الهند مركزًا رئيسيًا لتكرير النفط الروسي، حيث تقوم شركات التكرير بشراء النفط بخصومات كبيرة، ثم تقوم بتكريره وتصديره إلى أوروبا وأفريقيا وآسيا. ويقول نافارو إن هذه التجارة الضخمة تفيد شركات الطاقة الكبرى المرتبطة بالسياسة الهندية، وتوفر التمويل لحرب بوتين.
لا تزال الهند تعتمد بشكل كبير على روسيا في مجال المعدات العسكرية. على الرغم من أن الهند تتجه بشكل متزايد إلى الولايات المتحدة وفرنسا وإسرائيل لتلبية احتياجاتها الدفاعية، إلا أن هذه الصفقات غالبًا ما تكون مشروطة بنقل التكنولوجيا العسكرية الحساسة إلى الهند، وبناء المصانع في الهند. وهذا يقلل من فرص تحسين الميزان التجاري الأمريكي، وقد يؤدي إلى تسريب التكنولوجيا العسكرية الأمريكية المتطورة إلى الهند.
يزعم نافارو أن إدارة بايدن تتجاهل هذا الوضع الاستراتيجي والجيوسياسي. ويدعو إلى فرض تعريفات جمركية على السلع الهندية لمعاقبة الهند على استيراد النفط الروسي وتمويل الحرب في أوكرانيا.
تحليل: من المهم ملاحظة أن موقف الهند في هذه القضية معقد. تحاول الهند الموازنة بين علاقاتها مع روسيا، التي تعتبر موردًا رئيسيًا للأسلحة والطاقة، وبين علاقاتها مع الولايات المتحدة والغرب، الذين يعتبرون شركاء تجاريين واستراتيجيين مهمين. إن سعي الهند إلى تحقيق مصالحها الوطنية لا يعني بالضرورة دعمها للحرب في أوكرانيا.
تحذير بالمخاطر: تعكس هذه المقالة وجهات نظر الكاتب الشخصية فقط، ولا تمثل سوى مصدر مرجعي. كما أنها لا تُعَد نصيحة استثمارية أو توجيهًا ماليًا، ولا تُعبّر عن موقف منصة Markets.com.عند التفكير في تداول الأسهم، ومؤشرات الأسهم، والفوركس (العملات الأجنبية)، والسلع، والتنبؤ بأسعارها، فتذكر أن تداول عقود الفروقات ينطوي على درجة كبيرة من المخاطرة وقد ينتج عنه تكبد خسائر فادحة.أي أداء في الماضي لا يشير إلى أي نتائج مستقبلية. المعلومات المقدمة هي لأغراض معلوماتية فقط، ولا تشكل مشورة استثمارية. تداول عقود فروقات العملات الرقمية ومراهنات فروقات الأسعار محظور لكل العملاء الأفراد في بريطانيا.