الهند وروسيا تعززان التعاون التجاري في مواجهة التعريفات الأمريكية

أعلنت الهند وروسيا يوم الخميس عن توسيع تعاونهما التجاري الثنائي، مما يشير إلى أن ضغوط التعريفات التي تفرضها الولايات المتحدة بسبب شراء الهند للنفط الروسي من غير المرجح أن تزعزع الشراكة بين البلدين.

الخلفية: التعريفات الأمريكية والرد الهندي الروسي

تواجه الصادرات الهندية إلى الولايات المتحدة حاليًا تعريفات إضافية تصل إلى 50% - وهي نتيجة لتهديدات التعريفات التصعيدية التي فرضتها إدارة ترامب بسبب واردات الطاقة الروسية الكبيرة. وفي مؤتمر صحفي مشترك في موسكو، صرح وزير الخارجية الهندي سوبرامانيام جايشانكار بأن العلاقات الهندية الروسية هي "واحدة من أكثر العلاقات بين الدول الكبرى استقرارًا على مستوى العالم بعد الحرب العالمية الثانية". وتعهد الجانبان بزيادة حجم التبادل التجاري، بما في ذلك زيادة الصادرات الهندية من الأدوية والمنتجات الزراعية والمنسوجات إلى روسيا للحد من الاختلال التجاري الحالي.

الأرقام: حجم التجارة والواردات النفطية

تظهر البيانات أن حجم التبادل التجاري بين الهند وروسيا بلغ 68.7 مليار دولار أمريكي في السنة المالية المنتهية في مارس 2025، وهو رقم قياسي، بما في ذلك عجز تجاري هندي قدره 59 مليار دولار أمريكي بسبب زيادة واردات النفط. وأضاف جايشانكار أن خطط التعاون الأخرى تشمل إرسال عاملين فنيين هنود في مجالات تكنولوجيا المعلومات والبناء والهندسة إلى روسيا لتخفيف النقص في العمالة الروسية.

التعاون في مجال الطاقة والتنمية الإقليمية

صرح وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف بأن التعاون بين الجانبين في مجال النفط والغاز وإمدادات النفط الروسية إلى الهند "يحقق تقدمًا كبيرًا"، وتعهد بتعزيز مشاريع تطوير الطاقة المشتركة مثل الجرف القاري في الشرق الأقصى الروسي والقطب الشمالي. وأكد قائلاً: "في ظل البيئة الدولية المليئة بالتحديات الحالية، لا يمكن تجاهل مساهمة هذه الشراكة الاستراتيجية في الأمن والاستقرار الإقليميين".

الدفاع عن واردات النفط الروسية

رداً على الاتهامات الغربية بأن واردات الهند من النفط الروسي تمول الصراع الأوكراني، ردت نيودلهي قائلة إن الحكومة الأمريكية طلبت من الهند شراء النفط الروسي لتحقيق الاستقرار في السوق، وأشارت إلى أن الولايات المتحدة وأوروبا أنفسهما لا تزالان تحتفظان بعلاقات تجارية مع روسيا. وكشف مسؤول في السفارة الروسية في الهند يوم الأربعاء أنه على الرغم من الضغوط الأمريكية، فإن إمدادات النفط الروسية إلى الهند ستحافظ على مستوياتها الحالية، وأعرب عن أمله في تسهيل عقد اجتماع ثلاثي مع الهند والصين في أقرب وقت ممكن.

التحليل: شراكة استراتيجية وتأثير التعريفات

"بغض النظر عن الوضع السياسي، من المتوقع أن تظل واردات الهند من النفط ثابتة"، صرح بذلك رومان بابوشكين، القائم بأعمال السفارة الروسية في الهند في مؤتمر صحفي. وأشار دانيال بالازس، الباحث في معهد راجاراتنام للدراسات الدولية في سنغافورة، إلى أنه "منذ السبعينيات، كانت روسيا شريكًا استراتيجيًا وثيقًا للهند، ولا يمكن لتهديدات ترامب التعريفية تغيير ذلك". وأضاف أن هذا الضغط قد يكون بمثابة حافز، مما دفع الهند إلى الموافقة على اقتراح روسيا بعقد اجتماع ثلاثي مع الصين.

أرقام رئيسية: واردات النفط الهندية

تظهر بيانات إدارة معلومات الطاقة الأمريكية (EIA) أنه في النصف الأول من عام 2025، أصبحت الهند ثاني أكبر مشتر للنفط الروسي بمتوسط ​​واردات بلغ 1.6 مليون برميل يوميًا (مقابل 50 ألف برميل يوميًا فقط في عام 2020)، لكنها لا تزال متخلفة عن الصين التي تستورد 2 مليون برميل يوميًا.

الهدف الحقيقي لترامب: استخدام التعريفات كأداة ضغط

يشير خبراء الجغرافيا السياسية إلى أن نية إدارة ترامب الحقيقية ليست احتواء عائدات النفط الروسية، بل استخدام التعريفات كوسيلة ضغط من الشركاء التجاريين - سواء لدفع الهند إلى إبرام اتفاق تجاري، أو للضغط على بوتين لقبول وقف إطلاق النار في أوكرانيا.

الاجتماع بين ترامب وبوتين

استقبل ترامب الأسبوع الماضي بوتين في ألاسكا في أول زيارة له للولايات المتحدة منذ ما يقرب من عقد من الزمان، وسافر الاثنان معًا في سيارة الرئيس إلى موقع الاجتماع. ومع ذلك، لم يحقق هذا الاجتماع تقدمًا كبيرًا في قضية وقف إطلاق النار في أوكرانيا، وأكد الجانب الروسي معارضته لأي اتفاق وقف إطلاق نار قصير الأجل.

تأكيد الدعم الهندي للدبلوماسية

كشف لافروف في المؤتمر الصحفي المشترك يوم الخميس أنه أبلغ الجانب الهندي بمضمون الاجتماعات ذات الصلة. وأكد جايشانكار قائلاً: "تؤيد الهند دائمًا حل الخلافات من خلال الحوار والطرق الدبلوماسية".

الخلاصة: الطاقة والجغرافيا السياسية

تكمن وراء لعبة التجارة هذه منافسة عميقة في مجال الطاقة العالمية والجغرافيا السياسية. بينما تسعى الولايات المتحدة إلى إعادة تشكيل سلاسل التوريد بالتعريفات الجمركية، تسعى الهند وروسيا إلى بناء تحالف استراتيجي أوثق بروابط الطاقة.

تحذير بالمخاطر: تعكس هذه المقالة وجهات نظر الكاتب الشخصية فقط، ولا تمثل سوى مصدر مرجعي. كما أنها لا تُعَد نصيحة استثمارية أو توجيهًا ماليًا، ولا تُعبّر عن موقف منصة Markets.com.عند التفكير في تداول الأسهم، ومؤشرات الأسهم، والفوركس (العملات الأجنبية)، والسلع، والتنبؤ بأسعارها، فتذكر أن تداول عقود الفروقات ينطوي على درجة كبيرة من المخاطرة وقد ينتج عنه تكبد خسائر فادحة.أي أداء في الماضي لا يشير إلى أي نتائج مستقبلية. المعلومات المقدمة هي لأغراض معلوماتية فقط، ولا تشكل مشورة استثمارية. تداول عقود فروقات العملات الرقمية ومراهنات فروقات الأسعار محظور لكل العملاء الأفراد في بريطانيا.

آخر الأخبار

N/A

الجمعة, 22 آب 2025

Indices

نظرة عامة على السوق ورؤى استثمارية: أغسطس 2025

N/A

الجمعة, 22 آب 2025

Indices

ترامب يهدد بإقالة محافظ الاحتياطي الفيدرالي ليزا كوك وسط مزاعم احتيال

N/A

الجمعة, 22 آب 2025

Indices

وول ستريت تتفاعل مع إشارات باول إلى خفض محتمل لأسعار الفائدة في سبتمبر

N/A

الجمعة, 22 آب 2025

Indices

خيارات العملات الأجنبية تشير إلى ارتفاع التفاؤل بالدولار قبل خطاب باول