تصاعد التوترات بين إسرائيل وسوريا

في أعقاب انهيار نظام بشار الأسد في سوريا العام الماضي، انتهزت إسرائيل الفرصة لتقويض القدرات العسكرية لأحد أقدم خصومها. ومع ذلك، فإن الوضع الحالي يتجاوز مجرد الاستفادة من ضعف سوريا؛ بل يتعلق الأمر بتشكيل النظام السياسي ما بعد الأسد وفقًا لمصالح إسرائيل.

المطالب الإسرائيلية والخطوط الحمراء

طالبت إسرائيل النظام السوري الجديد بإنشاء منطقة عازلة منزوعة السلاح جنوب دمشق، مهددة بالتدخل العسكري لحماية الأقلية الدرزية على جانبي الحدود. هذا النهج يضع إسرائيل في مسار تصادمي مع القيادة السورية الجديدة، وقد أدى العنف الطائفي الأخير إلى تفاقم الوضع بشكل كبير.

التدخل التركي واتهامات إردوغان

يزيد الدعم التركي للحكومة السورية المؤقتة برئاسة أحمد الشراح من تعقيد الوضع. وقد اتهم الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إسرائيل باستغلال قضية الدروز كذريعة لزعزعة استقرار سوريا، قائلاً: "إن المشكلة الأكبر في منطقتنا في هذه المرحلة هي العدوان الإسرائيلي."

الخطوط الحمراء الإسرائيلية

أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أن سوريا تجاوزت "خطين أحمرين" يبرران التدخل الإسرائيلي. الأول هو إرسال قوات إلى المنطقة التي تطالب بها إسرائيل كمنطقة عازلة، والثاني هو السماح بإيذاء الدروز، متهمًا الحكومة السورية بـ"ذبحهم".

الدروز كأداة نفوذ؟

إن التزام إسرائيل بحماية الدروز يمثل فرصة لعرض قوتها العسكرية على جارتها الأضعف وفرض سيطرة أكبر على الحدود المشتركة. ومع ذلك، يظل السؤال عما إذا كانت هذه الهجمات ستوقف الاقتتال الطائفي.

موقف الحكومة السورية المؤقتة

على الرغم من أن الشراح كان حذرًا في انتقاد إسرائيل في بداية ولايته، إلا أن لهجته أصبحت أكثر حدة بعد الهجمات الإسرائيلية الأخيرة. وقد اتهم إسرائيل بـ"الاعتداء على المدنيين والبنية التحتية الحكومية" لعرقلة جهود السلام.

مخاوف إسرائيل بشأن الاستقرار الحدودي

ينبع طلب إسرائيل بمنطقة منزوعة السلاح في الجنوب من مخاوفها بشأن وصول الجماعات الإسلامية إلى حدودها، وهو أمر حساس للغاية منذ هجمات عام 2023 من غزة.

صعوبة السيطرة على الوضع

تظهر أحداث هذا الأسبوع مدى صعوبة الحفاظ على استقرار الحدود، حيث اندفع مئات الدروز عبر الحدود إلى سوريا للدفاع عن أقاربهم. وقد أدى هذا التدفق المفاجئ إلى إرهاق السلطات الإسرائيلية، مما اضطرها إلى إنشاء ممرات لعبورهم.

تساؤلات حول قدرة النظام السوري الجديد

يثير المحللون الأمنيون تساؤلات حول قدرة حكومة الشراح على السيطرة على الجماعات المسلحة العديدة في البلاد وما إذا كانت أيديولوجيته الإسلامية ستطغى على هدف إعادة بناء الدولة. يقول يوسي كوبرفاسر، مدير معهد القدس للاستراتيجية والأمن: "هناك سؤالان معلقان ليس لدي إجابة لهما. السؤال الأول هو: هل النظام الجديد بقيادة الشراح قادر على حل هذه المشكلة؟ والسؤال الثاني هو: هل لديهم مصلحة في القيام بذلك؟ مرة أخرى، هذه الإجابة غير واضحة تمامًا."

تحذير بالمخاطر: تعكس هذه المقالة وجهات نظر الكاتب الشخصية فقط، ولا تمثل سوى مصدر مرجعي. كما أنها لا تُعَد نصيحة استثمارية أو توجيهًا ماليًا، ولا تُعبّر عن موقف منصة Markets.com.عند التفكير في تداول الأسهم، ومؤشرات الأسهم، والفوركس (العملات الأجنبية)، والسلع، والتنبؤ بأسعارها، فتذكر أن تداول عقود الفروقات ينطوي على درجة كبيرة من المخاطرة وقد ينتج عنه تكبد خسائر فادحة.أي أداء في الماضي لا يشير إلى أي نتائج مستقبلية. المعلومات المقدمة هي لأغراض معلوماتية فقط، ولا تشكل مشورة استثمارية. تداول عقود فروقات العملات الرقمية ومراهنات فروقات الأسعار محظور لكل العملاء الأفراد في بريطانيا.

آخر الأخبار

N/A

الجمعة, 15 آب 2025

Indices

غموض بشأن خفض سعر الفائدة من قبل الفيدرالي في سبتمبر: باول يواجه ضغوطًا متزايدة

N/A

الجمعة, 15 آب 2025

Indices

بيتكوين وإيثيريوم يسجلان ارتفاعات قياسية وسط تفاؤل السوق

N/A

الجمعة, 15 آب 2025

Indices

وزير الخزانة الأمريكية بيسنت يدافع عن تصريحاته بشأن أسعار الفائدة، ويشير إلى نموذج يدعو إلى تخفيضات

N/A

الجمعة, 15 آب 2025

Indices

نظرة Fundstrat الصعودية على Ethereum وتوقعات الأسعار: محفزات النمو والتحليل