الخميس Nov 13 2025 00:00
0 دقيقة
في تحول مفاجئ، عدلت منظمة الدول المصدرة للنفط (أوبك) توقعاتها لسوق النفط العالمي للربع الثالث من العام الحالي، محولةً إياها من حالة نقص متوقعة إلى فائض في المعروض. يعزى هذا التعديل بشكل رئيسي إلى الزيادة الكبيرة في إنتاج النفط من خارج دول أوبك+، وعلى رأسها الولايات المتحدة الأمريكية، بالإضافة إلى زيادة في إنتاج أوبك نفسها.
ووفقًا لتقرير أوبك الشهري الأخير، من المتوقع أن يتجاوز المعروض العالمي من النفط الطلب بمقدار 500 ألف برميل يوميًا خلال الربع الثالث، وهو ما يمثل تحولًا كبيرًا مقارنة بتوقعات الشهر الماضي التي كانت تشير إلى نقص بمقدار 400 ألف برميل يوميًا.
يعزى هذا التغيير الجذري إلى قيام أمانة أوبك في فيينا برفع تقديراتها لإمدادات النفط من خارج أوبك+ بمقدار 890 ألف برميل يوميًا، حيث تمثل الزيادة في الإنتاج الأمريكي أكثر من نصف هذا الرقم.
يشير التقرير أيضًا إلى أن إنتاج النفط الخام من قبل دول أوبك+ في الربع الماضي تجاوز بالفعل مستوى الطلب المتوقع في السوق. هذا يأتي في الوقت الذي تقود فيه المملكة العربية السعودية تحالفًا لزيادة الإنتاج تدريجيًا منذ شهر أبريل الماضي، بهدف استعادة حصتها في السوق العالمية. وقد رفعت أوبك+ أهداف إنتاجها بحوالي 2.9 مليون برميل يوميًا منذ ذلك الحين، وهو ما يمثل حوالي 2.7٪ من إجمالي المعروض العالمي.
على الرغم من ذلك، ظهرت بوادر تباطؤ في هذه الاستراتيجية مؤخرًا، حيث وافقت الدول الأعضاء الرئيسية في التحالف على تعليق أي زيادات إضافية في الإنتاج خلال الربع الأول من عام 2026. تعزو أوبك هذا القرار إلى تباطؤ موسمي متوقع في الطلب، إلا أن العديد من المحللين يحذرون من احتمال حدوث فائض كبير في المعروض العالمي.
وقد انعكس هذا التغيير في التوقعات بشكل فوري على أسعار النفط، حيث شهدت العقود الآجلة لخامي برنت وغرب تكساس الوسيط انخفاضًا ملحوظًا خلال التداول، مع تراجع خام غرب تكساس الوسيط بنسبة 3٪ وخام برنت بأكثر من 2.5٪، ليفقد مستوى 64 دولارًا للبرميل.
بالنظر إلى عام 2026، تشير بيانات أوبك إلى أن سوق النفط سيظل يعاني من فائض في المعروض، وإن كان بمستويات أقل من تلك التي تتوقعها مؤسسات أخرى. وتقدر أوبك أنها تحتاج إلى إنتاج 42.6 مليون برميل يوميًا من النفط الخام في الربع الأول من عام 2026 لتحقيق التوازن في السوق العالمية، وهو أقل من مستوى الإنتاج الفعلي في أكتوبر الماضي والذي بلغ 43.02 مليون برميل يوميًا.
وبناءً على حسابات وكالة رويترز استنادًا إلى تقرير أوبك، من المتوقع أن يصل الطلب على نفط أوبك+ إلى 43 مليون برميل يوميًا في عام 2026، مما يعني أنه حتى إذا استمر التحالف في الإنتاج بنفس مستويات أكتوبر، فسيظل هناك فائض طفيف في السوق يبلغ 20 ألف برميل يوميًا.
في سياق منفصل، أعربت أمانة أوبك عن تقديرها للتحول في موقف وكالة الطاقة الدولية (IEA) فيما يتعلق بتوقعات الطلب على النفط. وكانت وكالة الطاقة الدولية قد أقرت في تقريرها السنوي طويل الأجل بأن الطلب على النفط قد يستمر في النمو على مدى العقود القادمة.
وأشارت أوبك إلى أن وكالة الطاقة الدولية، التي كانت تتوقع في السنوات الأخيرة توقف نمو استهلاك النفط خلال هذا العقد، قد بدأت أخيرًا في "مواجهة الواقع".
من المقرر أن يجتمع تحالف أوبك+، الذي يضم 22 دولة، في 30 نوفمبر الحالي لمراجعة سياسات الإنتاج الحالية.
تحذير بالمخاطر: تعكس هذه المقالة وجهات نظر الكاتب الشخصية فقط، ولا تمثل سوى مصدر مرجعي. كما أنها لا تُعَد نصيحة استثمارية أو توجيهًا ماليًا، ولا تُعبّر عن موقف منصة Markets.com.عند التفكير في تداول الأسهم، ومؤشرات الأسهم، والفوركس (العملات الأجنبية)، والسلع، والتنبؤ بأسعارها، فتذكر أن تداول عقود الفروقات ينطوي على درجة كبيرة من المخاطرة وقد ينتج عنه تكبد خسائر فادحة.أي أداء في الماضي لا يشير إلى أي نتائج مستقبلية. المعلومات المقدمة هي لأغراض معلوماتية فقط، ولا تشكل مشورة استثمارية. تداول عقود فروقات العملات الرقمية ومراهنات فروقات الأسعار محظور لكل العملاء الأفراد في بريطانيا.