خطاب باول المنتظر في جاكسون هول: لحظة محورية للاحتياطي الفيدرالي

لطالما كانت خطابات رئيس الاحتياطي الفيدرالي في مؤتمر جاكسون هول السنوي محطات مفصلية، وغالبًا ما تحمل في طياتها إشارات هامة حول مستقبل السياسة النقدية. ومع اقتراب خطاب جيروم باول الأخير في هذا المؤتمر، يواجه رئيس الفيدرالي تحديات جمة، بدءًا من الضغوط السياسية وصولًا إلى خلافات داخلية.

تحديد مسار السياسة النقدية

يحمل خطاب باول عنوان "الآفاق الاقتصادية وتقييم الإطار"، مما يشير إلى أنه سيستعرض رؤيته للاقتصاد الكلي ويناقش أهداف السياسة النقدية طويلة الأجل للاحتياطي الفيدرالي. يتوقع المحللون أن يستخدم باول هذا الخطاب للتمهيد لخفض محتمل لأسعار الفائدة في سبتمبر. تاريخيًا، غالبًا ما استخدم باول خطابات جاكسون هول للإشارة إلى تحولات كبيرة في السياسة النقدية، بدءًا من الإشارة إلى خفض أسعار الفائدة في عام 2018 وصولًا إلى التحول في نظرته للتضخم في عام 2020.

الدفاع عن استقلالية البنك المركزي

يواجه باول ضغوطًا مستمرة من الرئيس السابق دونالد ترامب، الذي طالبه مرارًا وتكرارًا بخفض أسعار الفائدة. تجاوزت انتقادات ترامب الأخيرة السياسة النقدية لتشمل مشاريع إعادة الإعمار الخاصة بالاحتياطي الفيدرالي واتهامات لمسؤولين في البنك المركزي. من المتوقع أن يستغل باول هذا الخطاب للتأكيد على أهمية استقلالية البنك المركزي، وهي مبدأ أساسي للحفاظ على مصداقيته وقدرته على اتخاذ قرارات مستقلة عن الضغوط السياسية.

تعديل إطار السياسة النقدية

من المتوقع أيضًا أن يتناول باول التعديلات المقترحة على إطار السياسة النقدية للاحتياطي الفيدرالي. أحد التغييرات الرئيسية المحتملة هو التخلي عن "استهداف متوسط التضخم"، وهي سياسة تم تبنيها قبل جائحة كوفيد-19 بهدف تجنب الانكماش. بموجب هذه السياسة، كان من المفترض أن يسمح الاحتياطي الفيدرالي للتضخم بتجاوز 2٪ لتعويض فترات التضخم المنخفض. ومع ذلك، لم يتم تطبيق هذه السياسة بشكل فعال، وبلغ التضخم أعلى مستوياته منذ 40 عامًا. من المتوقع أن يعود الاحتياطي الفيدرالي إلى موقفه السابق، حيث يتخذ إجراءات استباقية عندما يبدو أن التضخم آخذ في الارتفاع.

تأثير الخطاب على الأسواق

يراقب المستثمرون عن كثب خطاب باول بحثًا عن إشارات حول مسار أسعار الفائدة. وفقًا لأداة "مراقبة الاحتياطي الفيدرالي" التابعة لمجموعة CME، يتوقع المتداولون احتمالًا بنسبة 75٪ لخفض أسعار الفائدة في سبتمبر واحتمال خفضين إضافيين على الأقل بمقدار 25 نقطة أساس قبل نهاية العام. يمكن أن يؤدي أي تحول في لهجة باول إلى تحركات كبيرة في الأسواق المالية، بما في ذلك أسواق الأسهم والسندات والذهب.

خلاصة

يمثل خطاب باول في جاكسون هول لحظة حاسمة للاحتياطي الفيدرالي. من المتوقع أن يقدم باول رؤيته للاقتصاد، ويشير إلى مسار السياسة النقدية، ويدافع عن استقلالية البنك المركزي. سيكون لخطابه تأثير كبير على الأسواق المالية والاقتصاد الأمريكي. تنويه: هذا التحليل هو لأغراض إعلامية فقط ولا ينبغي اعتباره نصيحة استثمارية. يجب على المستثمرين استشارة مستشار مالي مؤهل قبل اتخاذ أي قرارات استثمارية.

تحذير بالمخاطر: تعكس هذه المقالة وجهات نظر الكاتب الشخصية فقط، ولا تمثل سوى مصدر مرجعي. كما أنها لا تُعَد نصيحة استثمارية أو توجيهًا ماليًا، ولا تُعبّر عن موقف منصة Markets.com.عند التفكير في تداول الأسهم، ومؤشرات الأسهم، والفوركس (العملات الأجنبية)، والسلع، والتنبؤ بأسعارها، فتذكر أن تداول عقود الفروقات ينطوي على درجة كبيرة من المخاطرة وقد ينتج عنه تكبد خسائر فادحة.أي أداء في الماضي لا يشير إلى أي نتائج مستقبلية. المعلومات المقدمة هي لأغراض معلوماتية فقط، ولا تشكل مشورة استثمارية. تداول عقود فروقات العملات الرقمية ومراهنات فروقات الأسعار محظور لكل العملاء الأفراد في بريطانيا.

آخر الأخبار

N/A

الجمعة, 22 آب 2025

Indices

نظرة عامة على السوق ورؤى استثمارية: أغسطس 2025

N/A

الجمعة, 22 آب 2025

Indices

ترامب يهدد بإقالة محافظ الاحتياطي الفيدرالي ليزا كوك وسط مزاعم احتيال

N/A

الجمعة, 22 آب 2025

Indices

وول ستريت تتفاعل مع إشارات باول إلى خفض محتمل لأسعار الفائدة في سبتمبر

N/A

الجمعة, 22 آب 2025

Indices

خيارات العملات الأجنبية تشير إلى ارتفاع التفاؤل بالدولار قبل خطاب باول