الثلاثاء Nov 5 2024 10:03
1 دقيقة
تراجعت قيمة الدولار الأمريكي اليوم الثلاثاء في ظل ترقب الأسواق لنتائج الانتخابات الرئاسية الأمريكية، التي من المقرر أن تجرى في وقت لاحق من هذا الأسبوع. التذبذب في قيمة الدولار جاء مع قيام المتداولين بتسوية مراكزهم في يوم الانتخابات بعد أن أظهرت استطلاعات الرأي الأخيرة تغيرات في احتمالات فوز دونالد ترامب، مما أثار ردود فعل في الأسواق العالمية.
في حين تزايدت فرص فوز كامالا هاريس، مرشحة الحزب الديمقراطي، مما أدى إلى تقلبات جديدة في أسعار العملات.
على مدار الأسابيع الأخيرة، بدأت الأسواق تضع رهاناتها بشكل متزايد لصالح فوز دونالد ترامب، مستندة إلى سياساته الاقتصادية التي تشمل زيادات في التعريفات الجمركية وتشديدات في قوانين الهجرة، وهي السياسات التي قد تكون ذات تأثير تضخمي وتدعم الدولار الأمريكي من خلال رفع العوائد على السندات الأمريكية.
لكن استطلاعات الرأي التي أجريت في الأيام القليلة الماضية أظهرت تغيرات غير متوقعة، خاصة في الولايات التي كان يُعتقد أنها معاقل للجمهوريين مثل ولاية أيوا. هذا التغير المفاجئ دفع بالأسواق إلى تعديل رهاناتها، وزاد من فرص كامالا هاريس في أن تكون المرشحة المنتصرة.
تزامن مع هذا التغير في الرهانات السياسية، تراجع الدولار الأمريكي مقابل العملات الأخرى، حيث انخفض بنحو 0.76% مقابل اليورو، ليصل إلى أدنى مستوى له في ثلاثة أسابيع.
كما انخفض مؤشر الدولار الذي يقيس العملة الأمريكية أمام ست عملات رئيسية إلى 103.89 بعد أن سجل 103.67 يوم الإثنين، وهو أدنى مستوى له منذ 21 أكتوبر/تشرين الأول. وفي الوقت نفسه، ارتفع اليورو إلى 1.0879 دولار، وسجل الجنيه الاسترليني ارتفاعاً طفيفاً ليصل إلى 1.2959 دولار.
أما بالنسبة لليابان، فقد تراجع الدولار مقابل الين ليصل إلى 152.34 ين، بعد أن سجل أدنى مستوى له في أسبوع عند 151.54 ين في وقت سابق من اليوم. يرى الخبراء أن هذا التراجع في قيمة الدولار يرتبط بشكل كبير بترقب الأسواق لنتائج الانتخابات الأمريكية وتداعياتها على السياسات الاقتصادية المستقبلية.
يتوقع الخبراء أن الأسواق قد تكون مستعدة حالياً لفوز كامالا هاريس. وفقاً لـ كارول كونغ، خبيرة العملات في بنك الكومنولث الأسترالي، فإن الأسواق المالية قد تميل إلى تسييل الدولار في حال فوز هاريس، حيث من المتوقع أن ينخفض الدولار بنحو 1 إلى 2% خلال هذا الأسبوع في حال فوزها.
ومع ذلك، في حال فاز دونالد ترامب، فإن الدولار قد يشهد انتعاشاً ملحوظاً نتيجة للسياسات المتوقعة التي ستدعم العوائد المرتفعة على السندات الأمريكية وتعزز الطلب على الدولار.
مع اقتراب موعد الانتخابات، تزداد المخاوف بشأن إمكانية حدوث نزاعات أو تأخير في فرز الأصوات. هذه الحالة من عدم اليقين قد تزيد من التقلبات في أسواق العملات، مع احتمال ارتفاع التقلبات الضمنية لأزواج العملات الكبرى مثل اليورو/الدولار و الدولار/البيزو المكسيكي. تجدر الإشارة إلى أن المكسيك ستكون من أكثر البلدان تأثراً في حال فوز ترامب، نظرًا لسياسات الحماية الاقتصادية التي يتبعها.
في وقت تراجعت فيه أسواق العملات التقليدية، شهدت البيتكوين ارتفاعًا بنسبة 2.2% ليصل سعرها إلى نحو 68542 دولار، بعد أن كانت قد انخفضت في وقت سابق من الأسبوع إلى 66776 دولار. في حين يرى المحللون أن فوز ترامب قد يفتح الباب لسياسات أكثر مرونة تجاه العملات المشفرة مثل البيتكوين، فإن فوز هاريس قد يؤدي إلى تغييرات تنظيمية تؤثر على أسواق العملات الرقمية.
بالإضافة إلى الانتخابات الأمريكية، يترقب المستثمرون أيضًا اجتماعات البنوك المركزية الكبرى هذا الأسبوع. من المتوقع أن يُقرر بنك الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي خفض أسعار الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس، وهو ما قد يكون له تأثير ملحوظ على الدولار. في حال تم تنفيذ هذا القرار، قد يشهد الدولار مزيدًا من التراجع نتيجة لتقليل العوائد على السندات الأمريكية.
وفي المقابل، يتوقع المحللون أن بنك إنجلترا سيخفض أسعار الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس يوم الخميس. أما في السويد، فيتوقع أن يخفض البنك المركزي السويدي أسعار الفائدة بنسبة 50 نقطة أساس، في حين أن البنك المركزي النرويجي قد يظل على سياسته الحالية دون تغيير.
من جانبه، شهد الدولار الأسترالي ارتفاعًا طفيفًا بنسبة 0.21% ليصل إلى 0.6600 دولار أمريكي بعد أن كان قد انخفض إلى أضعف مستوى له منذ أغسطس/آب الماضي عند 0.6537 دولار. هذا الارتفاع الطفيف يعكس حالة الاستقرار النسبي في الاقتصاد الأسترالي بعد فترة من التوترات التي شهدها سوق العملات في الأشهر الماضية.
في المجمل، تظل الأسواق المالية في حالة من الترقب الشديد فيما يخص نتائج الانتخابات الرئاسية الأمريكية. لا شك أن هذه الانتخابات، إلى جانب قرارات البنوك المركزية، ستكون محورية في تحديد مسار الاقتصاد العالمي خلال الفترة المقبلة.
ومن المتوقع أن تستمر التقلبات في أسواق العملات بشكل عام، مع تأثيرات متباينة على الدولار الأمريكي و العملات الأخرى، بما في ذلك اليورو و الجنيه الاسترليني، بالإضافة إلى تأثيرات محتملة على العملات المشفرة مثل البيتكوين.
تحذير بالمخاطر: تعكس هذه المقالة وجهات نظر الكاتب الشخصية فقط، ولا تمثل سوى مصدر مرجعي. كما أنها لا تُعَد نصيحة استثمارية أو توجيهًا ماليًا، ولا تُعبّر عن موقف منصة Markets.com.عند التفكير في تداول الأسهم، ومؤشرات الأسهم، والفوركس (العملات الأجنبية)، والسلع، والتنبؤ بأسعارها، فتذكر أن تداول عقود الفروقات ينطوي على درجة كبيرة من المخاطرة وقد ينتج عنه تكبد خسائر فادحة.أي أداء في الماضي لا يشير إلى أي نتائج مستقبلية. المعلومات المقدمة هي لأغراض معلوماتية فقط، ولا تشكل مشورة استثمارية. تداول عقود فروقات العملات الرقمية ومراهنات فروقات الأسعار محظور لكل العملاء الأفراد في بريطانيا.