ترامب يضغط لإعادة تشكيل مجلس الاحتياطي الفيدرالي

كشفت مصادر مطلعة أن الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب يسعى بشكل حثيث لتعيين بديل لعضوة مجلس الاحتياطي الفيدرالي (المركزي الأمريكي) ليزا كوك. صرح ترامب للصحفيين في البيت الأبيض قائلاً: "لدينا أشخاص يتمتعون بمؤهلات ممتازة لتولي هذا المنصب". وأشار ترامب إلى أنه قد يعين مستشاره الاقتصادي المقرب ستيفن ميران ليحل محل كوك. وكان الرئيس قد رشح ميران في وقت سابق من هذا الشهر لشغل مقعد آخر في مجلس الاحتياطي الفيدرالي، لكن فترة ولاية هذا المقعد ستنتهي في يناير المقبل، بينما تمتد ولاية كوك حتى عام 2038. وعلّق ترامب على ذلك قائلاً: "قد ننقل ميران إلى مقعد آخر، ذي ولاية أطول." وتشير المصادر إلى أن ترامب ناقش أيضاً أسماء أخرى محتملة، بما في ذلك الرئيس السابق للبنك الدولي ديفيد مالباس، الذي تربطه علاقة وثيقة به. وكان مالباس قد انتقد مراراً وتكراراً مجلس الاحتياطي الفيدرالي لعدم خفض أسعار الفائدة. وفي حال تم ترشيح ميران ليحل محل كوك، فمن المحتمل أن يتم اختيار مالباس لشغل المقعد الشاغر الآخر في المجلس. وتعكس هذه المناقشات وراء الكواليس حول من سيخلف كوك تصميم ترامب على المضي قدماً في خطته لإعادة تشكيل مجلس الاحتياطي الفيدرالي، على الرغم من الاعتراضات التي أثارها الاقتصاديون والمحللون القانونيون والديمقراطيون. وكان ترامب قد أعلن في وقت سابق أنه يسعى لعزل كوك من مجلس الاحتياطي الفيدرالي، بحجة أنها قدمت معلومات احتيالية في طلبات قروض عقارية. وردت كوك، التي رشحها الرئيس السابق جو بايدن، بأن ترامب ليس لديه الحق في عزلها، وأنها لن تستقيل، وستتخذ إجراءات قانونية. وأكد ترامب استعداده لخوض معركة قانونية، وأنه سيحترم أي قرار صادر عن المحكمة. وقال عن كوك: "نحن بحاجة إلى أشخاص يتمتعون بالنزاهة بنسبة 100%، ويبدو أنها ليست كذلك".

الطعون القانونية واستقلالية البنك المركزي

قبل اتخاذ قرار محاولة عزل كوك، تشاور ترامب مع مجموعة صغيرة من المستشارين، بمن فيهم رئيسة موظفي البيت الأبيض سوزي ويلز ووزيرة الخزانة بيسنت. أصدر مجلس الاحتياطي الفيدرالي بياناً أكد فيه أنه سيلتزم بأي قرار صادر عن المحكمة بشأن كوك، وأعاد التأكيد على استقلاليته. وقال متحدث باسم مجلس الاحتياطي الفيدرالي إن كوك عادت إلى واشنطن بعد انتهاء رحلة عملها، وأن المجلس سيؤجل اتخاذ أي قرار بشأن ما إذا كانت ستستمر في منصبها حتى يصدر توضيح من المحكمة. واستند ترامب في محاولته عزل كوك إلى اتهامات من مدير الوكالة الفيدرالية لتمويل الإسكان بيل بولت، الذي زعم أن كوك قدمت طلبات للحصول على قروض عقارية في عام 2021 لعقارين في ميشيغان وأتلانتا، ووصفت كليهما بأنهما مقر إقامتها الرئيسي في المستندات المقدمة بفارق 14 يوماً.

تأثير محتمل على السياسة النقدية

تعكس جهود ترامب لعزل كوك سعيه وحلفائه لتوسيع السيطرة على البنك المركزي المستقل. ومنذ عودته إلى البيت الأبيض، انتقد ترامب مراراً وتكراراً رئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول لرفضه خفض أسعار الفائدة، وطالبه بالاستقالة، وهدد بمحاولة عزله. كما اتهمه بسوء إدارة مشروع تجديد مكلف لمقر مجلس الاحتياطي الفيدرالي في واشنطن العاصمة. إذا نجح الرئيس في استبدال كوك بحليف له، فإن غالبية مقاعد مجلس الاحتياطي الفيدرالي ستكون من نصيب الأشخاص الذين عينهم ترامب. وقد رشح بالفعل ميران لملء المقعد الشاغر الذي خلفه استقالة كوجلر، وينتظر حالياً موافقة مجلس الشيوخ. ويشغل حالياً عضوان آخران في مجلس الاحتياطي الفيدرالي، وهما والر وبومان، واللذان رشحهما ترامب خلال فترة ولايته الأولى. وقال ترامب: "سنحصل قريباً على أغلبية المقاعد". وفي مقال رأي نشر في صحيفة وول ستريت جورنال، قال مالباس إن انتقادات ترامب لباول لعدم خفض أسعار الفائدة كانت صحيحة. وأضاف أن "خفضاً أكبر في أسعار الفائدة وإصلاحاً أساسياً لمجلس الاحتياطي الفيدرالي سيكونان ابتكاراً كبيراً في السياسة الاقتصادية الأمريكية يدعم النمو". وبموجب التشريع التأسيسي لمجلس الاحتياطي الفيدرالي، لا يجوز عزل أعضاء المجلس إلا "لسبب وجيه". وقد أضعفت قرارات المحكمة العليا في السنوات الأخيرة الحماية الوظيفية للهيئات الفيدرالية المستقلة، لكن هذا لم يحدث في مجلس الاحتياطي الفيدرالي. وكانت المحكمة العليا الأمريكية قد أشارت في مايو الماضي إلى أن موظفي مجلس الاحتياطي الفيدرالي يتمتعون بحماية أقوى من موظفي المؤسسات الأخرى.

تحذير بالمخاطر: تعكس هذه المقالة وجهات نظر الكاتب الشخصية فقط، ولا تمثل سوى مصدر مرجعي. كما أنها لا تُعَد نصيحة استثمارية أو توجيهًا ماليًا، ولا تُعبّر عن موقف منصة Markets.com.عند التفكير في تداول الأسهم، ومؤشرات الأسهم، والفوركس (العملات الأجنبية)، والسلع، والتنبؤ بأسعارها، فتذكر أن تداول عقود الفروقات ينطوي على درجة كبيرة من المخاطرة وقد ينتج عنه تكبد خسائر فادحة.أي أداء في الماضي لا يشير إلى أي نتائج مستقبلية. المعلومات المقدمة هي لأغراض معلوماتية فقط، ولا تشكل مشورة استثمارية. تداول عقود فروقات العملات الرقمية ومراهنات فروقات الأسعار محظور لكل العملاء الأفراد في بريطانيا.

آخر الأخبار

N/A

الأربعاء, 27 آب 2025

Indices

ترامب يهدد بـ "حرب اقتصادية" على روسيا بشأن أوكرانيا

N/A

الثلاثاء, 26 آب 2025

Indices

ترامب يسعى لإعادة تشكيل مجلس الاحتياطي الفيدرالي: محاولة إقالة ليزا كوك وإعادة تعيين حلفاء

N/A

الثلاثاء, 26 آب 2025

Indices

إدارة ترامب تعيد تقييم نفوذ بنك الاحتياطي الفيدرالي: هل يلوح في الأفق تغيير جذري؟

N/A

الثلاثاء, 26 آب 2025

Indices

ارتفاع عوائد سندات الخزانة الأمريكية وسط مخاوف بشأن استقلالية الاحتياطي الفيدرالي