الاثنين Apr 21 2025 02:39
1 دقيقة
في ظل سياسة التعريفات الجمركية التي ينتهجها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، بدأت الشركات بتكثيف عمليات تخزين المخزونات، فيما يسارع بعض المتسوقين الأمريكيين لاقتناء السلع الكبرى. وفي هذا السياق، حذّر رئيس بنك الاحتياطي الفيدرالي في شيكاغو، أوستان غولسبي، من أن هذا الاندفاع المفاجئ قد يرفع مستوى النشاط الاقتصادي إلى مستويات "غير طبيعية".
خلال مقابلة أجراها يوم الأحد مع برنامج "فيس ذا نيشن" على قناة سي بي إس، أوضح غولسبي أن "الشركات تتجه بشكل أكبر نحو التخزين المسبق كإجراء احترازي". وأضاف أن العديد من الشركات تقوم بتخزين كميات تكفي لمدة 60 إلى 90 يومًا، تحسبًا لمزيد من عدم اليقين في المستقبل.
وأشار غولسبي إلى أن هذا السلوك، سواء من الشركات التي تكدّس المخزونات أو من المستهلكين الذين يعجّلون قرارات الشراء - مثل اقتناء هاتف آيفون الآن بدلاً من انتظاره حتى الخريف - قد يؤدي إلى ارتفاع ملحوظ في النشاط الاقتصادي خلال شهر أبريل. لكنه حذّر من أن هذا الارتفاع قد يعقبه تباطؤ اقتصادي في الأشهر التالية، موضحًا: "قد يبدو الاقتصاد في البداية نشطًا بشكل مصطنع، لكنه قد يشهد تراجعًا بحلول الصيف، لأن الناس سيكونون قد اشتروا بالفعل ما يحتاجونه".
وأكد غولسبي أن القطاعات المتأثرة بالتعريفات، وعلى رأسها صناعة السيارات، هي الأكثر عرضة لتكثيف التخزين تحسبًا لزيادة محتملة في الرسوم الجمركية على الواردات من دول أخرى.
يُذكر أن تعريفات ترامب على بعض الدول تخضع حاليًا لفترة توقف مؤقتة مدتها 90 يومًا، فيما تُطبق نسبة 10% كرسوم جمركية موحدة على جميع الواردات. ومن المقرر أن تنتهي هذه الفترة في 9 يوليو، حيث أعلن ترامب أنه سيعقد مفاوضات حول التعريفات مع قادة دول أجنبية خلال هذه الفترة. وقال غولسبي: "لا نعلم إلى أي مدى سترتفع التعريفات بعد انتهاء الـ90 يومًا عندما يتم إعادة تقييمها".
من جهته، عبّر مات رولينز، الرئيس التنفيذي لشركة "دراغون غلاسوير" للأواني الزجاجية المبتكرة ومقرها غرانيت باي في كاليفورنيا، عن قلقه من الوضع. وفي مقابلة مع برنامج "مايك إت" على قناة سي إن بي سي بتاريخ 11 أبريل، أوضح أن الشركة غير قادرة على طلب مخزونات إضافية بشكل عاجل. وأضاف أن التعريفات التي تصل إلى 145% ستجبره على رفع أسعار المنتجات بنسبة 50% على الأقل، مما قد يؤدي إلى انخفاض حاد في الطلب. وأشار رولينز إلى أن مخزونه الحالي في الولايات المتحدة يكفي حتى يونيو تقريبًا، معربًا عن أمله في تخفيض التعريفات بحلول ذلك الوقت.
على الرغم من التحديات قصيرة الأجل، يحتفظ غولسبي بتفاؤل حذر بشأن الآفاق الاقتصادية طويلة الأجل للولايات المتحدة. وقال: "إذا تمكنا من تجاوز هذه المرحلة، يجب أن نتذكر أن البيانات الاقتصادية قبل أبريل كانت إيجابية للغاية، مع استقرار معدل البطالة عند مستويات قريبة من التوظيف الكامل وتراجع معدل التضخم". وأضاف أن الناس يخشون العودة إلى فترة التضخم المفرط التي شهدتها الولايات المتحدة في عامي 2021 و2022.
وحذّر غولسبي من أي محاولات لتقييد استقلالية البنك المركزي، مؤكدًا أن استقلالية السياسة النقدية هي ركيزة أساسية لاستقرار الاقتصاد. وأوضح أن فقدان هذه الاستقلالية قد يؤدي إلى ارتفاع التضخم، وتباطؤ النمو الاقتصادي، وتدهور سوق العمل.
عند النظر في الأسهم والمؤشرات والفوركس (العملات الأجنبية) والسلع للتداول والتنبؤ بالأسعار، تذكر أن تداول العقود مقابل الفروقات ينطوي على مخاطر كبيرة وقد يؤدي إلى خسارة رأس المال.
الأداء السابق لا يشير إلى أي نتائج مستقبلية. هذه المعلومات مقدمة لأغراض إعلامية فقط ولا يجب اعتبارها نصيحة استثمارية.