ميركل: قمة زيلينسكي-بوتين غير مرجحة رغم تفاؤل ترامب، وتصاعد القصف الروسي يعمق الأزمة

ميركل تقلل من فرص لقاء زيلينسكي-بوتين وسط تصاعد التوتر

أعربت المستشارة الألمانية السابقة أنجيلا ميركل، يوم الخميس، عن تشاؤمها بشأن إمكانية عقد قمة بين الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي والرئيس الروسي فلاديمير بوتين، على الرغم من التصريحات المتفائلة التي أدلى بها الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب. وقالت ميركل للصحفيين: "من الواضح أن اجتماعاً بين زيلينسكي وبوتين لن يحدث، وهذا يختلف عما توصل إليه الرئيس ترامب وبوتين". وتأتي تصريحات ميركل في الوقت الذي أعرب فيه قادة أوروبيون عن شكوكهم بشكل خاص حول إمكانية تحقيق أي تقدم في جهود ترامب للسلام. وتعتبر تصريحات ميركل الأكثر صراحة حتى الآن من قبل مسؤول أوروبي رفيع المستوى، حيث وصفت جهود السلام بأنها غير قابلة للتطبيق.

تصعيد روسي يقوض جهود السلام

في المقابل، تواصل روسيا تجاهل الدعوات الأمريكية لإنهاء الصراع، وشنّت موجة جديدة من الهجمات بالصواريخ والطائرات المسيرة على العاصمة الأوكرانية كييف. وأفادت السلطات المحلية في كييف، مساء الخميس، أن الغارات الجوية الروسية دمرت مبنى سكنياً، مما أسفر عن مقتل 21 شخصاً على الأقل. ولا تزال فرق الإنقاذ تعمل على البحث عن ناجين محتملين تحت الأنقاض. كما تضرر مكتب الاتحاد الأوروبي في كييف جراء الهجوم. ونددت ميركل بالهجوم، وكتبت على منصة "X": "لقد كشفت روسيا مرة أخرى عن وجهها الحقيقي الليلة الماضية. إن استهداف مقر الاتحاد الأوروبي يظهر أن نظام بوتين يزداد تجرداً من الضمير".

غموض يكتنف الموقف الأمريكي

كانت أوروبا تأمل في أن تحقق المحادثات بين ترامب وبوتين نتائج واضحة، لكن النتيجة كانت مزيداً من الارتباك. وأعرب مسؤولون أوروبيون عن قلقهم المتزايد بشأن ما وعد به بوتين للجانب الأمريكي في المحادثات المغلقة، وما هي الاستنتاجات التي توصلت إليها الولايات المتحدة من مناقشاتها مع موسكو، مما يلقي بظلال من الشك على جهود السلام.

تحليل استراتيجي

تشير المحللة البارزة في مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية، ماريا سنيجوفايا، إلى أن هدف بوتين هو "إقناع ترامب بأنه مستعد للتفاوض"، مع الاستمرار في الهجوم على أوكرانيا. ويقول السفير الأمريكي السابق لدى أوكرانيا، جون هيربست: "بوتين لا يريد مقابلة زيلينسكي على الإطلاق، إنه يريد فقط تجنب العقوبات".

تحديات تواجه جهود السلام

بالإضافة إلى ذلك، يرى مسؤول أوروبي رفيع المستوى أن زيارة المبعوث الأمريكي الخاص إلى روسيا والمحادثات الغامضة التي أجراها مع بوتين، بالإضافة إلى عدم اليقين بشأن استعداد واشنطن لتقديم ضمانات أمنية طويلة الأجل لأوكرانيا، تهدد التقدم الذي قد تحرزه الدبلوماسية التي يقودها ترامب مع روسيا. وفي الوقت نفسه، تشير مصادر أمريكية إلى أن ترامب نفسه يشعر بالإحباط المتزايد. وأعربت المتحدثة باسم البيت الأبيض، كارولين ليفيت، عن أن ترامب "غير سعيد" بالهجمات الروسية الأخيرة، لكنه "غير متفاجئ". وتشير تصريحات ليفيت، بالإضافة إلى تغريدة نشرها المبعوث الأمريكي كيث كيلوغ على وسائل التواصل الاجتماعي، والتي وصف فيها الهجمات بأنها "شائنة" وتهدد جهود السلام، إلى تزايد الإحباط الأمريكي من بوتين. ويبدو أن ترامب، الذي وعد سابقاً بحل الصراع الروسي الأوكراني في اليوم الأول له في منصبه، بدأ يدرك أن مطالب بوتين الإقليمية متجذرة، ولا يمكن حلها بسهولة. ومع ذلك، لا يزال ترامب يعتبر اتفاق السلام حجر الزاوية في إرثه السياسي، وربما يكون وسيلة للفوز بجائزة نوبل للسلام. وتشير مصادر إلى أن ترامب يوجه بعض إحباطه نحو زيلينسكي وأوروبا، معتبراً أن مطالبهم غير واقعية، وأن أوكرانيا يجب أن تقدم تنازلات إقليمية من أجل تحقيق السلام. وهو لا يرغب في تعميق التدخل الأمريكي، خوفاً من تنفير قاعدته الانتخابية، ويواصل إلقاء اللوم في الحرب على الرئيس السابق بايدن، على الرغم من أنه يتولى منصبه منذ سبعة أشهر. ومن المتوقع أن يتوجه مسؤولون أوكرانيون كبار، بمن فيهم رئيس مكتب الرئاسة الأوكرانية أندريه يرماك، إلى الولايات المتحدة يوم الجمعة، لإجراء محادثات مع أعضاء إدارة ترامب حول قضايا الأمن بعد الحرب.