رسالة إلى مساهمي بيركشاير هاثاواي

أيها المساهمون الكرام،

مع اقتراب عيد الشكر، اسمحوا لي أن أعرب عن خالص امتناني لكل واحد منكم. في هذه الرسالة، سأتطرق إلى جوانب مختلفة من حياتي المهنية والشخصية، بدءًا من ذكريات الماضي وصولًا إلى خطط مستقبلية للصدقة وتوزيع ثروتي.

الامتنان للحياة والصحة

أشعر بامتنان عميق لبلوغي الخامسة والتسعين من عمري وأنا بصحة جيدة. هذه نعمة لم أتوقعها في شبابي. أود أن أستذكر بعض الأحداث التي شكلت حياتي، وكيف أن الحظ لعب دورًا كبيرًا في مسيرتي.

ذكريات الطفولة في أوماها

أتذكر طفولتي في أوماها، وكيف كانت المدينة مقسمة إلى مستشفيات كاثوليكية وبروتستانتية. كان طبيب العائلة، الدكتور هارلي هوتز، يعتني بي بتفان وإخلاص. في عام 1938، عندما عانيت من ألم شديد في بطني، قام الدكتور هوتز بتشخيص حالتي بسرعة وأجرى لي عملية استئصال الزائدة الدودية في مستشفى سانت كاثرين. خلال فترة إقامتي في المستشفى، تلقيت رسائل من زملائي في الصف، وكانت عمتي إيدي قد أهدتني مجموعة أدوات لجمع بصمات الأصابع، مما أثار اهتمامي بجمع بصمات الراهبات في المستشفى.

شخصيات مؤثرة في حياتي

لقد كان الحظ حليفًا لي في أوماها، حيث نشأت مع العديد من الشخصيات التي أثرت في حياتي بشكل كبير. من بين هؤلاء تشارلي مونجر، صديقي العزيز وشريكي منذ 64 عامًا. على الرغم من أننا لم نلتقِ في طفولتنا، إلا أن تشارلي كان له تأثير عميق عليّ طوال مسيرتي المهنية. كان تشارلي معلمًا لي وأخًا أكبر، وساعدني في اتخاذ قرارات صائبة على مر السنين.

شخص آخر أثر في حياتي هو ستان ليبسي، الذي باع صحيفة أوماها صن لبيركشاير في عام 1968. كما لعب والتر سكوت جونيور دورًا مهمًا في جلب شركة ميدأميركان للطاقة إلى بيركشاير في عام 1999. ولا ننسى دون كيو، الذي كان رئيسًا لشركة كوكاكولا وعضوًا مخلصًا في مجلس إدارة بيركشاير. لقد كان دون مثالًا للصدق والنزاهة، وساهم في نجاح شركة كوكاكولا من خلال اعتذاره الشهير عن منتج "نيو كوك" الفاشل.

وأخيرًا، أود أن أذكر أجيت جاين وجريج أبيل، الرئيس التنفيذي القادم لبيركشاير، اللذين عاشا في أوماها لسنوات عديدة. أنا ممتن لوجود هؤلاء القادة المتميزين في بيركشاير.

العودة إلى أوماها والاستقرار

بعد فترة قصيرة قضيتها في نيويورك، عدت إلى أوماها في عام 1956 وقررت الاستقرار فيها. لقد كان هذا القرار من أفضل القرارات التي اتخذتها في حياتي. لقد تربى أطفالي وأحفادي في أوماها، وتلقوا تعليمًا ممتازًا في المدارس الحكومية. أنا ممتن لكوني جزءًا من هذه المدينة الرائعة.

الحظ والصدقة

أدرك أنني كنت محظوظًا في حياتي، فقد ولدت في أمريكا في عام 1930، وتمتعت بصحة جيدة وذكاء معقول. أنا أؤمن بأهمية رد الجميل للمجتمع من خلال الصدقة. لذلك، قررت تسريع عملية التبرع بمعظم ثروتي للمؤسسات الخيرية.

أنا واثق من أن أطفالي سيقومون بإدارة هذه المؤسسات بكفاءة وفعالية. لقد اكتسبوا خبرة كبيرة في إدارة الأصول الخيرية على مر السنين. أنا أثق في قدراتهم على اتخاذ القرارات الصائبة وتوزيع الثروة بطريقة تعود بالنفع على المجتمع.

مستقبل بيركشاير هاثاواي

أنا متفائل بمستقبل بيركشاير هاثاواي تحت قيادة جريج أبيل. إنه قائد متميز يتمتع بفهم عميق لأعمالنا. أنا واثق من أنه سيقود بيركشاير إلى النجاح في المستقبل.

أود أن أؤكد على أهمية وجود مجلس إدارة قوي وفعال. يجب على أعضاء مجلس الإدارة أن يكونوا يقظين ومستعدين للتصدي لأي تحديات قد تواجه الشركة. يجب عليهم أيضًا أن يكونوا حريصين على مراقبة أداء المديرين التنفيذيين والتأكد من أنهم يعملون لمصلحة المساهمين.

أفكار أخيرة

أنا سعيد بحياتي، وأنا ممتن لكل الفرص التي أتيحت لي. أنصح الجميع بعدم التمسك بأخطاء الماضي والمضي قدمًا في الحياة. تعلموا من أخطائكم وحاولوا أن تكونوا أفضل في المستقبل.

تذكروا دائمًا أن اللطف والكرم لا يكلفان شيئًا، ولكنهما لا يقدران بثمن. حاولوا أن تساعدوا الآخرين وأن تجعلوا العالم مكانًا أفضل.

أتمنى للجميع عيد شكر سعيد. تذكروا أن تشكروا هذا البلد – أمريكا – الذي منحكم أعظم الفرص. كونوا حذرين في اختيار قدوتكم واعملوا جاهدين لتقليدهم. قد لا تصلون أبدًا إلى الكمال، ولكن يمكنكم دائمًا أن تكونوا أفضل.

مع خالص التقدير،

وارن بافيت


تحذير بالمخاطر: تعكس هذه المقالة وجهات نظر الكاتب الشخصية فقط، ولا تمثل سوى مصدر مرجعي. كما أنها لا تُعَد نصيحة استثمارية أو توجيهًا ماليًا، ولا تُعبّر عن موقف منصة Markets.com.عند التفكير في تداول الأسهم، ومؤشرات الأسهم، والفوركس (العملات الأجنبية)، والسلع، والتنبؤ بأسعارها، فتذكر أن تداول عقود الفروقات ينطوي على درجة كبيرة من المخاطرة وقد ينتج عنه تكبد خسائر فادحة.أي أداء في الماضي لا يشير إلى أي نتائج مستقبلية. المعلومات المقدمة هي لأغراض معلوماتية فقط، ولا تشكل مشورة استثمارية. تداول عقود فروقات العملات الرقمية ومراهنات فروقات الأسعار محظور لكل العملاء الأفراد في بريطانيا.

آخر الأخبار